يتم التشغيل بواسطة Blogger.

القاتل :تيد بندي

الجمعة، 14 مارس 2014

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه , أما بعد 
في هذه المقالة سوف نتكلم عن مجرم كبير و سفاح 
و قاتل ليست لديه رحمة وهو :

تيد بندي

اعتداء..!


طرق رفاق "جوني لينزي" باب غرفتها في الرابع من يونيو عام 1974 ليوقظوها من النوم.. وبعد فتحهم لباب حجرتها يكتشفون أنها لم تكن نائمة كما حسبوا.. ليجدوها راقدة في بركة من الدماء تغطيها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها!.. ليزيلوا الغطاء من فوق جسدها المخضب بالدماء ليجدوا ما هو أبشع!.. ليروا عصا السرير المغروسة في جسدها بوحشية..
بعد نقل "جوني" إلى المستشفى بأقصى سرعة ليتم إنقاذ حياتها من تلف مخي شديد سيؤثر عليها لباقي حياتها.. ولكنها كانت محظوظة نسبياً.. لأنها من القليلات اللاتي نجون من تحت يد "تيد بندي"، الذي روّع 
الولايات المتحدة الأمريكية بأسرها في فترة السبعينيات.. وهناك الكثيرات من الضحايا اللاتي لم يُكتب لهن النجاة من هذا القاتل المتسلسل.. أكثر من 36 ضحية يحمل وزرهم "تيد بندي" إلى قبره!..

نشأة مفككة:


بعد أن قضت أشهرها الأخيرة من الحمل بمنزل مخصص للأمهات غير المتزوجات.. وضعت والدة "ثيودور روبرت بندي" مولودها في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1946.. "روبرت كويل" والد "تيد" كان طياراً حربياً لم يكن معروفاً له حتى سن متقدمة، فقد هجر زوجته التي تحمل طفله بعد ميلاد "تيد" مباشرة.. لتنتقل إلى منزل والديها، وتوهم "تيد" بأن والده ووالدته هم جداه، وأنها أخته الكبيرة، هاربة من الانتقادات التي يمكن أن يوجهها لها باعتبارها المسئولة عن هجر والده لها..
انتقل "تيد" ووالدته إلى "واشنطن" عندما كان في الرابعة من عمره للعيش مع أقاربهم، وبعد انتقالهم بحوالي العام تزوجت أمه من "جوني كيلبيبر بندي" الذي سيحمل "تيد" اسمه لنهاية حياته..
لم يعتبر "تيد" زوج أمه في مكانة أبيه أبداً على الرغم من المحاولات التي بذلها هذا الأخير لتربيته وكأنه ابن له، ولم يلقِ بالاً لإخوته الصغار غير الأشقاء الذين جاءوا فيما بعد.. وكان دائماً خجولاً منعزلاً له أفكاره وخططه الخاصة، وكان يحترم شخصاً واحداً هو جده "الذي كان يعتقد أنه والده"، ولم يكن سعيداً بتركهم والانتقال لمكان آخر بعيد.. وكان على حسب تعبيره فيما بعد لا يتكلم كثيراً مع والدته في أمور شخصية تمسه لأنها لم تبدِ اهتماماً كبيراً بهذا..
لم يكن "تيد" ذا شعبية كبيرة بمدرسته، بالعكس، كان نموذجاً للطالب المُجتهد في دراسته الفاشل اجتماعياً، وعلى الرغم من انطوائه كان الانطباع العام عنه بأنه "ابن ناس" مهذب ومحترم.. على الرغم من عدم اجتماعيته وعدم نجاحه في الاندماج وسط زملائه، الشعور الذي رافقه حتى دخوله للجامعة..
كان اهتمام "تيد" في تلك الفترة ينحصر في شيئين فقط لا غير، السياسة والتزلج.. لتكون الأولى هي مهنته لفترة لا بأس بها، وتكون الثانية سبباً في تغيير حياته بالكامل!..
ليقابل "تيد" عام 1967 فتاة أحلامه.. كانت "إليزابيث كيندال" الفتاة الغنية الجميلة والتي بها كل المواصفات التي يريدها، وإن لم يصدق في البداية أنها من الممكن أن تنجذب لشخص مثله، لكن اهتمامهما المشترك بالتزلج على الجليد ورحلاتهما العديدة لممارسته كان سبباً أساسياً في وقوعهما في الحب.. وإن لم يكن حب الفتاة له على قدر افتتانه بها لاقتناعها بأن "تيد" بلا طموح أو هدف أساسي في الحياه مما لم يوافق كثيراً طبيعتها العملية، لتنتهي العلاقة بينهما بعد تخرجها عام 1968، وكأنها قد أدركت الخلل في شخصيته وعدم مناسبته لها..
تغيرت حياة "تيد" للأفضل ظاهريـًا في الفترة ما بين عاميّ 1969 و1972، حيث بدا أكثر ثقة بنفسه وأكثر طموحـًا؛ حيث قدم أوراقه لكلية الحقوق، وشارك في حملة إعادة انتخاب محافظ "واشنطن"، الشيء الذي جعل علاقاته السياسية داخل الحزب الجمهوري تزداد قوة، كما أشادت به شرطة "سياتل" لإنقاذه طفلاً يبلغ ثلاث سنوات من العمر من الغرق.. 
وفي رحلة عمل للحزب الجمهوري إلى "كاليفورنيا"، قابل "تيد" محبوبته القديمة "إليزابيث" التي لم تـُخفِ انبهارها من التغير الجذريّ الذي حاق بشخصية "تيد"، مما كان دافعـًا لا بأس به لعودة علاقتهما ومبررا أقوى لأن تقع "إليزابيث" في حبه مرة أخرى؛ ليناقش معها "تيد" موضوع الزواج أكثر من مرة أثناء مواعدتهما.. لكن الأمور لم تمضِ بتلك السهولة التي توقعتها؛ حيث تغيرت عواطف "تيد" تجاهها فجأة وبردت مشاعره نحوها تمامـًا، لم تفهم شخصية "تيد" الجديدة أبدًا.. حتى عام 1974 الذي شهد إنهاء "تيد" علاقته بها لم تعلم بأنه حقق انتقامه منها أخيرًا، فقد نبذها كما تركته سابقـًا، لتنجح خطته تمامـًا.. ومن ساعتها لم تعد "إليزابيث" تعرف أي شيء عنه. 

بداية الهول:




فتاة جميلة ناجحة كانت "ليندا آن هيلي"؛ خريجة قسم علم النفس بجامعة "واشنطن"، الذي أهلها للعمل بمساعدة الأطفال المعاقين لفترة.. كان صوتها جميلاً بشهادة من عرفوها؛ مما ساعدها على الحصول على وظيفة بالإذاعة كمقدمة لنشرة الأحوال الجوية.. 
أقامت "ليندا" مع أربع من الفتيات في منزل واحد حتى يوم 31 يناير عام 1974.. الليلة التي خرجت فيها مع بعض أصدقائها للعشاء لتعود للمنزل مبكرًا لمهاتفة صديقها ومشاهدة التليفزيون.. لتخلد "ليندا" للنوم بعدها، ولم تسمع زميلتها بالغرفة المجاورة أي نوع من الضجيج تلك الليلة..
تعوّدت "ليندا" الاستيقاظ في تمام الخامسة والنصف يوميـًا للذهاب لعملها بالإذاعة، تلك الليلة سمعت زميلتها المنبـّه يستمر في الرنين بلا توقف، وعندما قامت لتسكته رن الهاتف؛ إنها محطة الإذاعة تتساءل عن عدم وصول "ليندا" إلى عملها حتى الآن!.. توقعت زميلتها أن "ليندا" استيقظت مبكرًا وأخبرتهم أنها غالبـًا في طريقها للعمل.. 
ليبدأ القلق عندما اتصل والدا "ليندا" للسؤال لـِمَ لـَم تأتِ للغذاء معهم كما اتفق.. ليظهر اختفاؤها ويقرر الوالدان الاتصال بالشرطة.. 
كشفت التحقيقات أن سرير "ليندا" تم ترتيبه بشكل لم تعتد عمله من قبل، كما وجدوا بقعة دم من فصيلة توافق فصيلة دمها على الملاءة وكذلك قميص نومها، كما لاحظوا اختفاء ثوب من أثوابها.. كما وجدوا دليلاً آخر هو أن الأبواب كانت مفتوحة في تلك الليلة، وهو شيء غريب نظرًا لحرص الساكنات على غلقها بنهاية كل يوم.. 
بتجميع تلك الأدلة لم يكن أمام الشرطة سوى استنتاج أن "ليندا" ضحية جريمة قتل في الغالب، بلا بصمات أو أنسجة للاستدلال على القاتل؛ الذي أثبتت التحريات أنه دخل المنزل وخلع عن الضحية ثياب نومها وعلقها في الخزانة ليلبسها ثوبـًا آخر، ثم رتـَّب الفراش وحمل "ليندا" داخل الملاءة ورحل في سكون تام دون أن يشعر به أو يراه أحد!! 




تتابع الجرائم:



أثناء ربيع وصيف هذا العام، تكررت حالات اختفاء الطالبات.. ولوحظ أن هناك تشابها في انتقاء الضحايا؛ فكلهن نحيلات، بيضاوات، بشعر طويل مفروق من المنتصف، غير متزوجات، وكن يلبسن السراويل قبل اختفائهن، إلى جانب أن آخر وقت شوهدن فيه دائمـًا ما يكون ليلاً..
كما اكتشفت الشرطة خلال التحقيقات من سؤال الشهود بإجماعهم أنه هناك رجلا غريبا يلبس جبيرة في إحدى يديه أو قدميه يركب سيارة من نوع "فولكس فاجن" متعطلة على الطريق ليطلب المساعدة من المارة.. كل هذا في نفس المنطقة التي تشهد الاختفاءات الغامضة للفتيات.. 
وأخيرًا، وجدت الشرطة جثتين لفتيات أًُبلغ عن اختفائهن في حديقة "ليك ساماميش" العامة في "واشنطن"، أو بقاياهن بمعنى أصح، ليبذل خبراء المعامل الجنائية مجهودًا في تحديد شخصية القتيلتين من البقايا التي عثروا عليها: خصلات من الشعر بألوان مختلفة، جمجمتين، عظمة فك، وخمس عظمات فخذ.. لتتحول تلك البقايا لشخصيتي فتاتين اغتالتهما أيدي هذا القاتل؛ "جانيس أوت" و"دنيس نازلاند"، اللتين أبلـغ عن اختفائهما بنفس اليوم؛ الرابع عشر من يوليو.. 


 

لم تكونا "جانيس" و"دنيس" آخر الضحايا بالطبع، ولم تعد بعدهما "واشنطن" هي مسرح الأحداث فقط.. ففي مدينة "ميدفايل" بولاية "يوتاه"، تحديدًا رئيس الشرطة فيها "لويس سميث" الذي حذَر ابنته ذات السبعة عشر ربيعـًا مـِرارًا وتكرارًا من أخطار هذا العالم يواجه أسوأ مخاوفه في الثامن عشر من أكتوبر عام 1974.. حيث اختفت ابنته "ميليس" ليجدها بعد تسعة أيام مخنوقة وقد تم اغتصابها بعد قتلها!! 




وبعد ثلاثة عشر يومـًا وُجـِدَت "لورا آيم" التي تماثل "ميليس" عمرًا جوار جبال "واساتش" بولاية "يوتاه" تحمل آثار ضرب رافعة على رأسها ووجهها وقد عانت نفس معاناة "ميليس".. لتقدر الشرطة أنها قتلت في مكان آخر نظرًا لعدم وجود الكثير من الدماء في مسرح الجريمة.. وكالعادة لا شيء يدل على من قتلها!..

تشابـُه:





بدأت جهود الشرطة في "واشنطن" و"يوتاه" تتضافر مع تشابه أوصاف القاتل في الولايتين، الشيء الذي أكــَّد أن القاتل الذي يبحثان عنه واحد.. ومع شهادة الشهود ووصفهم مع الأدلة التي تحدثنا عنها سابقـًا بدأ الخناق يضيق حول القاتل الذي يـدعو نفسه "تيد" ببطء..
وعندما رأت إحدى صديقات "إليزابيث كينديل" الصورة التي رسمها فنانو الشرطة للقاتل من أوصاف الشهود تأكدت أنه "تيد" صديقها السابق.. ليس لاحتقارها له لنبذه إياها ولا ما شهدته من غرابة تصرفاته؛ ولكن لأن الصورة تشبهه كثيرًا بالفعل، ولأنها تعرف سيارته "الفولكس" جيدًا والتي وصفها الشهود أيضـًا، كما أنها رأت عكازًا في غرفته مرة مع علمها بأن قدمه لم تـُكـسـَر قــَط! 

كل تلك الحقائق التي ذكرتها بعد ذلك بالتفصيل في كتابها: "The Phantom Prince: My Life with Ted Bundy" جعلتها تتصل بإدارة شرطة "سياتل" في أغسطس عام 1974 لتخبرهم أن صديقها السابق: "ربما يكون متورطـًا في الأمر"، لتتصل بهم مرة أخرى في خريف ذات العام بمعلومات جديدة مع بعض الصور التي عرضها المحققون على الشهود، لكنهم لم يتعرفوا عليه فيها ليـُدفـَن الاشتباه في "تيد" لأعوام بعد ذلك..
وكأنه عـَلـِم ببعد الشبهات عنه، أخذت هجمات "تيد" تزداد جرأة وتهورًا، الشيء الذي ساعد بوضع المسمار الأخير في نعش جرائمه.. حيث وجد زوج وزوجته والأول يقود سيارتهما على الطريق في الثامن من نوفمبر عام 1974 فتاة مقيدة بأغلال حديدية تلقي بنفسها على السيارة طالبةً المساعدة وهي تبكي في هيستريا، ليفسرا من وسط دموعها وكلامها المتخبـِّط أن هناك من حاول قتلها؛ ليسرعا بها لأقرب مركز شرطة على الفور..
لتحكي "كارول دارونش" ذات الثمانية عشرة عامـًا ما حدث لها مع الشخص الذي ادعى كونه من رجال الشرطة، مقدمـًا نفسه باسم "روزلاند" من قسم شرطة "موراي" لتذهب معه بحجة احتمال سرقة شيء ما من سيارتها، ليطلب منها مرافقتها لقسم الشرطة.. ومن ثـَم بدأ الشك يراودها حين اصطحبها في سيارة عادية "فولكس فاجن" من موديل "بيتلز"، ليتوقف عند طريق مهجور ويقيدها بالأغلال ثم يحاول ضربها على الرأس بعتلة حديدية، ولحسن حظها تستطيع الهروب من باب السيارة المفتوح بعد ركله فيما بين قدميه..

القبض على الوحش:







يستمر البحث عن "تيد"، وقد زاد رجال الشرطة حماسـًا أن القاتل بدأ يفقد حذره.. لكن هذا لم يؤتِ ثماره إلاّ بعد حوالي الجثث الثمانِي لفتيات أبرياء، وسبعة أشهر، تحديدًا في السادس عشر من أغسطس عام 1975؛ حيث رأى الرقيب "بوب هايوارد" سيارة من موديل "بيتلز" صفراء اللون على الطريق جانبه، ليشتبه في صاحبها نظرًا لمعرفته بسكان المنطقة وإداركه بأن صاحب "الفولكس" غريب عنها، لينطلق خلفه لرؤية رخصته، وما أن لاحظ صاحب السيارة مطاردة رجل الشرطة له أطفأ الأنوار وأسرع في محاولة الهروب، لكن "بوب" نجح في إيقافه وتفتيش السيارة التي كان راكبها هو "ثيودور روبرت بندي"؛ ليجد الآتي: عتلة حديدية، قناع تزلج، حبل، أغلال حديدية، أسلاك، وأداة لتكسير الثلوج.. الشيء الذي جعله يصحب "تيد" لمركز الشرطة لحبسه بتهمة السرقة، على الأقل مبدئيـًا..
وسـُرعان ما وجدت الشرطة خيوط الربط ما بين "تيد" والقاتل الغامض، حيث وجدوا أن الأغلال تطابق ما وجدوه في يد "كارول دارونش" ليلة الحادث، والعتلة الحديدية تشبه سلاح الجريمة، مما أداهم لعرضه على "كارول" وباقي الشهود الذين أكدوا أن "تيد" هو من تبحث الشرطة عنه منذ زمن.. ليتم اتهام "تيد" رسميـًا بمحاولة خطف وقتل "كارول دارونش".. 




بعد محاكمة استغرقت أسبوعـًا، أدانت المحكمة "تيد" وتم الحـُكم عليه في الأول من مارس عام 1976 بخمسة عشر عامـًا في سجن المقاطعة بولاية "يوتاه"..
لكن هذا لم يكن كل شيء؛ فالشرطة لم تغلق ملف "تيد بندي" بعد، ومازالوا يحاولون الربط ما بينه وبين باقي جرائمه.. و"تيد" لم يستسلم رغم القبض عليه بمحاولته الهروب أكثر من مرة.. 
لكن لا تزال إجابة الأسئلة ونقاط أخرى كتأثير أفعال مجنون كهذا على وجدان الشعب الأمريكي، والإلهام الذي دفع أدباء ومخرجين كبارا لاقتباس شخصيته في العديد من الأفلام . 

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
و ترقبونا بمنشوراتنا القادمـــــــة
شارك مع أصدقاؤك :

قوالب أخرى قد تناسب مدونتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
تصميم : Maskolis | تعريب محمد مير | DiimaBLg
copyright © 2011. مدونة الذعر و الرعب - All Rights Reserved
تصميم : Maskolisتعريب محمد مير
Proudly powered by Blogger custom blogger templates